فصل: باب في السخاء والصدقة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


 باب في السخاء والصدقة

‏{‏ فصل في فضلها‏}‏

16969- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة‏:‏ أنا أفضلكم، وقال عمر‏:‏ ما من امرئ مسلم يتصدق بزوجين من ماله إلا ابتدرته حجبة الجنة‏.‏

ابن راهويه وابن خزيمة ‏(‏ك هب‏)‏‏.‏

16970- عن عمر قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة ‏(‏المثلة‏:‏ يقال‏:‏ مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل‏:‏ إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه‏.‏ والاسم‏:‏ المثله‏.‏ فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏4/294‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏طس‏)‏‏.‏

16971- عن جعفر بن برقان قال‏:‏ بلغنا أن عمر بن الخطاب أتاه مسكين وفي يده عنقود من عنب فناوله منه حبة ثم قال‏:‏ فيها مثاقيل ذر كثير‏.‏

عبد بن حميد‏.‏

16972- عن غزوان بن أبي حاتم قال‏:‏ بينا أبو ذر عند باب عثمان لم يؤذن له إذا مر به رجل من قريش فقال‏:‏ يا أبا ذر ما يجلسك ها هنا‏؟‏ قال‏:‏ يأبى هؤلاء أن يأذنوا لي فدخل الرجل فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما بال أبي ذر على الباب لا يؤذن له فأمر فأذن له فجاء حتى جلس ناحية القوم وميراث عبد الرحمن بن عوف يقسم فقال عثمان لكعب‏:‏ يا أبا إسحاق أرأيت المال إذا أدى زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة‏؟‏ قال‏:‏ لا، فقام أبو ذر ومعه عصا فضرب بها بين أذني كعب، ثم قال‏:‏ يا ابن اليهودية أنت تزعم أنه ليس حق في ماله إذا أدى الزكاة والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‏}‏ والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا‏}‏ والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم‏}‏ فجعل يذكر نحو هذا من القرآن، فقال عثمان للقرشي إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

تتمة باب في السخاء والصدقة، فصل في فضلها

16973- عن أنس قال‏:‏ أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏ يا أيها الناس إن الله قد اختار لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء وحسن الخلق، ألا إن السخاء شجرة من الجنة وأغصانها في الدنيا فمن كان منكم سخيا لا يزال متعلقا بغصن منها حتى يورده الله الجنة ألا إن اللؤم شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن كان منكم لئيما لا يزال متعلقا بغصن من أغصانها حتى يورده الله النار، قال مرتين‏:‏ السخاء في الله، السخاء في الله‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16974- عن علي قال‏:‏ جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل‏:‏ يا رسول الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير وقال الآخر‏:‏ يا رسول الله كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، وقال الآخر‏:‏ يا رسول الله كان لي دينار فتصدقت بعشره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كلكم في الأجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله‏.‏

‏(‏حم‏)‏ والدورقي‏.‏

16975- عن علي قال‏:‏ جاء رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ كانت لي مائة أوقية تصدقت منها بعشرة أواق وقال آخر يا رسول الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير، وقال آخر‏:‏ يا رسول الله كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، فقال‏:‏ كلكم قد أحسن وأنتم في الأجر سواء تصدق كل رجل منكم بعشر ماله‏.‏

‏(‏ط‏)‏ والحارث وابن زنجويه ‏(‏حل ق‏)‏ وابن مردويه، وزاد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏لينفق ذو سعة من سعته‏}‏‏.‏

16976- عن عبيد الله بن محمد عن عائشة قال‏:‏ وقف سائل على أمير المؤمنين علي فقال للحسن أو الحسين‏:‏ اذهب إلى أمك فقل لها‏:‏ تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهما، فذهب ثم رجع فقال‏:‏ قالت إنما تركت ستة دراهم للدقيق، فقال علي‏:‏ لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده قل لها ابعثي بالستة دراهم فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل قال‏:‏ فما حل حبوته حتى مر به رجل معه جمل يبيعه، فقال علي‏:‏ بكم الجمل قال بمائة وأربعين درهما، فقال علي اعقله على أنا نؤخرك بثمنه شيئا فعقله الرجل ومضى، ثم أقبل رجل فقال‏:‏ لمن هذا البعير‏؟‏ فقال علي‏:‏ لي فقال‏:‏ أتبيعه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ بكم‏؟‏ قال بمائتي درهم، قال‏:‏ قد ابتعته، قال‏:‏ فأخذ البعير وأعطاه المائتين فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهما وجاء بستين درهما إلى فاطمة فقالت‏:‏ ماهذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم‏{‏ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها‏}‏‏.‏

العسكري‏.‏

16977- عن علي قال‏:‏ قيل له ما السخاء‏؟‏ فقال‏:‏ ماكان منه ابتداء فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16978- عن الوليد بن أبي مالك قال‏:‏ ثنا أصحابنا عن أبي عبيدة بن الجراح أنهم عادوه وهو مريض فسألوا كيف بات‏؟‏ قالت امرأته‏:‏ بات مأجورا، قال‏:‏ ما بت بأجر ثم قال‏:‏ ألا تسألوني عن كلمتي فسألوه، فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مائة، ومن أنفق على نفسه وأهله أو ماز أذى ‏(‏ماز أذى‏:‏ ومنه الحديث ‏(‏من ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها‏)‏ أي‏:‏ نحاه وأزاله‏.‏ النهاية ‏(‏4/380‏)‏ ب‏)‏ أو عاد مريضا، فالحسنة بعشر أمثالها ما أصابك في جسدك فحطة والصيام جنة ما لم يخرقها‏.‏

‏(‏حم ع‏)‏ والشاشي ‏(‏كر‏)‏‏.‏

16979- عن أنس قال‏:‏ إن الله ليدرأ بالصدقة عن صاحبها سبعين ميتة من السوء أدناها الهم‏.‏

ابن زنجويه‏.‏

16980- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام مقاما فقال‏:‏ أيها الناس تصدقوا أشهد لكم بها يوم القيامة ألا لعل أحدكم أن يبيت وفصاله رواء وابن عمه طاو إلى جنبه ألا لعل أحدكم أن يثمر ماله وجاره مسكين لا يقدر على شيء‏.‏

أبو الشيخ في الثواب‏.‏

16981- عن جنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان قال‏:‏ سمعت أنس بن مالك حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله أن يعطيه شيئا، فقال‏:‏ لا أقدر على شيء أعطيكه فأتاه رجل فوضع في يده شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وعزة ربي إنها لثلاث أيد بعضها فوق بعض المعطي يضعها في يد الله، ويد الله العليا ويد الآخذ أسفل ذلك قال ربي‏:‏ بعزتي لأنفسنك بما رحمت عبدي وبعزتي عبدي لأخلفن بها عليك رحمة من عندي‏.‏

ابن جرير وجنادة ضعيف، أبو حاتم والحارث بن النعمان، قال البخاري‏:‏ منكر الحديث‏.‏

16982- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجلس على المنبر قط إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة‏.‏

‏(‏ن‏)‏‏.‏

16983- عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت حالفا عليهن، لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه الله بها يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة على نفسه إلا فتح الله عليه باب فقر‏.‏

ابن النجار‏.‏

16984- عن بسر بن جحاش القرشي قال‏:‏ بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال‏:‏ إن الله تعالى يقول‏:‏ كيف تعجزني ابن آدم وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة‏.‏

ابن سعد، ‏(‏حم د‏)‏ ‏(‏الحديث ليس في سنن أبي داود كما عزاه المصنف بل هو عند ابن ماجه كتاب الوصايا باب النهي عن الإمساك رقم ‏(‏2707‏)‏‏.‏

وقال في الزوائد‏:‏ إسناده صحيح ومر الحديث برقم ‏(‏15803‏)‏ وعزوته إلى مظانه‏.‏ ص‏)‏ وابن أبي عاصم وسمويه والباوردي وابن قانع ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم ‏(‏ك هب ص‏)‏‏.‏

16985- عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي الحنظلي قال‏:‏ انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث، فقال‏:‏ اليد العليا خير من اليد السفلى‏.‏

ابن جرير في تهذيبه‏.‏

16986- وعنه قال جاء ناس من بني ثعلبة بن يربوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من الأنصار‏:‏ يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع أصابوا فلانا في الجاهلية فهتف النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا لا تجني نفس على أخرى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول‏:‏ يد المعطي هي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك‏.‏

أبو نعيم‏.‏

16987- عن قرة بن موسى عن جابر بن سليم الهجيمي قال‏:‏ انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب في بردة له كأني أنظر إلى هدابها ‏(‏هدابها‏:‏ هدب الثوب، وهدبته، وهدابه‏:‏ طرف الثوب مما يلي طرته‏.‏ النهاية ‏(‏5/249‏)‏ ب‏)‏ على قدميه فقلت‏:‏ يا رسول الله أوصني، فقال‏:‏ اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا‏.‏

‏(‏ط‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

16988- عن أبي إسرائيل الجشمي قال‏:‏ سمعت جعدة بن خالد يقول‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا فرأى رجلا فجعل يطعن بطنه بشيء كان في يده ويقول‏:‏ لو كان بعض هذا في غير هذا كان خيرا لك‏.‏

‏(‏ط‏)‏، ‏(‏حم‏)‏، ‏(‏ن‏)‏، ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم؛ وقال تفرد بالرواية عنه أبو إسرائيل، واسمه‏:‏ شعيب‏.‏

16989- عن جعدة قال‏:‏ رأى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيا فبعث إليه فجاء فقصها عليه وكان عظيم البطن، فقال بأصبعه في بطنه‏:‏ لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك‏.‏

‏(‏حم طب‏)‏‏.‏

16990- عن جابر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه ثم أتاه آخر فسأله فوعده، ثم آتاه آخر فسأله فوعده، فقام عمر بن الخطاب فقال‏:‏ يا رسول الله سئلت فأعطيت، ثم سئلت فأعطيت، ثم سئلت فأعطيت، ثم سئلت فوعدت، ثم سئلت فوعدت، فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهه، فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال‏:‏ أنفق يا رسول الله ولا تخش من ذي العرش إقلالا فقال‏:‏ بذلك أمرت‏.‏

ابن جرير وسنده صحيح على شرط الشيخين فإنه قال‏:‏ حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا أبي وشعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال عن أبي سعيد أن جابر بن عبد الله أخبرهم فذكره‏.‏

16991- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى‏.‏

ابن جرير في تهذيبه‏.‏

16992- عن طارق بن عبد الله المحاربي قال دخلنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول‏:‏ يد المعطي العليا‏.‏

ابن جرير في تهذيبه‏.‏

16993- عن ابن عباس قال‏:‏ كان العباس بن عبد المطلب كثيرا ما يقول‏:‏ ما رأيت أحدا أحسنت إليه إلا أضاء ما بيني وبينه وما رأيت أحدا أسأت إليه إلا أظلم ما بيني وبينه فعليك بالإحسان واصطناع المعروف فإن ذلك يقي مصارع السوء‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16994- عن عبد الله بن جراد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أطعم كبدا جائعا أطعمه الله من أطيب طعام الجنة يوم القيامة‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16995- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من برد كبدا عطشانا سقاه الله وأرواه من شراب الجنة يوم القيامة‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16996- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا أتاك أخوك المسلم عطشانا فأروه فإن لك في ذلك أجرا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16997- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاعر أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن‏:‏ أنبأنا أبو بكر محمد بن الطرازي‏:‏ أنبأنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن المسكين البلدي ثنا هاشم بن القاسم الحراني أنبأنا يعلي بن الأشدق أنبأنا عمي عبد الله بن جراد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن في الجنة شجرة تسمى السخاء منها يخرج السخاء، وفي النار شجرة تسمى الشح منها يخرج الشح ولن يلج الجنة شحيح‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

16998- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل‏:‏ وكيف‏؟‏ قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل المعروف، فقال‏:‏ قد غفرت لكم على ما كان فيكم وصانعت عنكم عبادي فهبوه اليوم لمن شئتم لتكونوا أهل المعروف في الدنيا وأهل المعروف في الآخرة‏.‏

ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج‏.‏

16999- عن سفيان قال‏:‏ كتب بشر بن مروان إلى ابن عمر بلغني أن عليك دينا فأعلمني كم هو أقضه عنك‏؟‏ فكتب إليه ابن عمر أتاني كتابك تسألني عن ديني لتقضيه وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ اليد العليا خير من اليد السفلى ولا أحسب اليد السفلى إلا السائلة ولا العليا إلا المعطية ولا أرد رزقا يجريه الله على يدك‏.‏

العسكري في الأمثال‏.‏

17000- عن سفيان عن عبد الله بن دينار قال‏:‏ سمعت ابن عمر يقول‏:‏ كنا نتحدث أن اليد العليا يد المتعفف‏.‏

ابن جرير في تهذيب الآثار والعسكري‏.‏

17001- عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسلم فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح وجهه عن التراب ويقول‏:‏ أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا يزال يقول له‏:‏ احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال يوم القيامة غيرك فمن أنت‏؟‏ فيقول‏:‏ أما تعرفني‏؟‏ فيقول‏:‏ لا، فيقول‏:‏ أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة‏.‏

ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج‏.‏

17002- عن عبد الله بن مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة‏:‏ احتجبي من النار ولو بشق تمرة‏.‏

ابن منده وأبو نعيم‏.‏

17003- عن ابن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة من تمر فقال‏:‏ ما هذا يا بلال‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول الله لك ولضيفانك قال‏:‏ أما تخشى أن يكون لك بخار في النار أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا‏.‏

أبو نعيم‏.‏

17004- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال يعوده وعنده صبرة من تمر فقال‏:‏ ما هذا يا بلال‏؟‏ قال‏:‏ تمر أدخره، قال‏:‏ ويحك يا بلال أما تخاف أن يكون لك بخار في النار أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا‏.‏

أبو نعيم‏.‏

17005- عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال‏:‏ اعلموا ما تقولون، قالوا‏:‏ ما نعلم إلا ذاك يا رسول الله، قال‏:‏ ما منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، قالوا‏:‏ كيف يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ إنما مال أحدكم ما قدم، ومال وارثه ما أخر‏.‏

ابن أبي الدنيا في القناعة‏.‏

17006- عن عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه عن جده أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد من قومه من ثقيف فلما دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم كان فيما ذكروا أن سألوه فقال لهم‏:‏ هل قدم معكم أحد غيركم‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم فتى منا خلفناه في رحالنا فأرسلوا إلي فلما دخلت عليه وهم عنده فاستقبلني وقال‏:‏ إن اليد المنطية هي العليا وإن السائلة هي السفلى فما استغنيت فلا تسأل وإن مال الله مسؤول ومنطى‏.‏

ابن جرير وابن منده، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

17007- عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده قال‏:‏ قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في ناس من بني سعد فسمعته يقول‏:‏ ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسؤول ومنطى، قال‏:‏ فكلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا‏.‏

ابن جرير والعسكري في الأمثال، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

17008- عن عمران بن حصين قال‏:‏ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف عمامتي من ورائي، فقال‏:‏ يا عمران إن الله يحب الإنفاق ويكره الإقتار أنفق وأطعم ولا تصر صرا فيعسر عليك الطلب واعلم أن الله يحب النظر الناقد عند الشبهات والعقل الكامل عند نزول الشهوات ويحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية أو عقرب أو كما قال‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17009- وعنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17010- عن أبي ذر قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا ذر اعقل ما أقول لك إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال كذا وكذا، اعقل ما أقول لك يا أبا ذر إن الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وإن الخير في نواصي الخيل‏.‏

‏(‏حل‏)‏‏.‏

17011- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ سبق درهم مائة ألف درهم قالوا‏:‏ وكيف ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كان لرجل درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به فانطلق رجل إلى عرض ماله وأخذ منه مائة ألف فتصدق بها‏.‏

ابن زنجويه ‏(‏حب ك هق‏)‏‏.‏

17012- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدري لم اتخذ الله إبراهيم خليلا‏؟‏ هبط إليه جبريل فقال‏:‏ أيها الخليل هل تدري بم استوجبت الخلة‏؟‏ فقال‏:‏ لا أدري يا جبريل، قال‏:‏ لأنك تعطي ولا تأخذ‏.‏

الديلمي وسنده واه‏.‏

17013- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق، وفي لفظ‏:‏ غلب، درهم مائة ألف درهم، قالوا‏:‏ يا رسول الله وكيف سبق درهم مائة ألف، قال رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف درهم فتصدق بها‏.‏

‏(‏ن‏)‏، ‏(‏ع‏)‏‏.‏

17014- عن ابن شهاب قال‏:‏ اجتمع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وعلي وجعفر ابنا أبي طالب والعباس بن عبد المطلب فذكروا المعروف فقال علي‏:‏ المعروف حصن من الحصون وكنز من الكنوز فلا يزهدنك فيه كفر من كفره فقد يشكرك عليه من لم ينتفع منه بشيء وقد تدرك بشكر الشاكر ما أضاع الكفور الجاحد، وقال جعفر‏:‏ يا أهل المعروف إلى إصطناع ما ليس للطالبين إليهم فيه لأنك إذا اصطنعت معروفا كان لك أجره وفخره وثناؤه ومجده فما بالك تطلب شكر ما أتيت إلى نفسك من غيرك وقال العباس‏:‏ المعروف أحصن الحصون وأعظم الكنوز ولن يتم إلا بثلاث‏:‏ تعجيله وستره وتصغيره، لأنك إذا عجلت هنأته وإذا صغرته عظمته وإذا سترته أتممته وقال عمر بن الخطاب‏:‏ لكل شيء أنف، وأنف المعروف سراحه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ فيم أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ كنا نذكر المعروف، فقال‏:‏ المعروف معروف كاسمه وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة‏.‏

ابن النجار‏.‏

17015- عن علي بن معبد‏:‏ ثنا رزق الله بن عبد الله أبو عبد الله‏:‏ ثنا محمد بن عبد الله العرزمي عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الله بن سلام‏:‏ يا رسول الله ألا أحدثك بحديث عجيب في بني إسرائيل‏؟‏ قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ خرج حمير بن عبد الله متصيدا فلما أقفرت به الأرض إذا حية قد انسابت بين قوام دابته حتى قامت على ذنبها فقالت يا حمير أعذني أظلك الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، الحديث بطوله‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وتمام قلت‏:‏ وجدت تتمة الحديث في حلية أبي نعيم رحمه الله تعالى في ترجمة سفيان بن عيينة فأحببت أن أذكره وهو هذا ‏(‏الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية ‏(‏7/292‏)‏ في ترجمة سفيان بن عيينة‏.‏ ص‏)‏ قال يحيى بن عبد الحميد الحماني‏:‏ كنت في مجلس سفيان بن عيينة فاجتمع عنده ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون، فالتفت في آخر مجلسه إلى رجل كان عن يمينه فقال‏:‏ قم حدث القوم بحديث الحية، فقال الرجل‏:‏ اسندوني فأسندناه وشال جفون عينيه ثم قال‏:‏ ألا فاستمعوا وعوا حدثني أبي عن جدي أن رجلا كان يعرف بابن حمير وكان له ورع وكان يصوم النهار ويقوم الليل وكان مبتلى بالقنص ‏(‏القنص‏:‏ القناص مفتوحا مشددا الصائد، والقنص بفتحتين‏:‏ الصيد، وقنصه‏:‏ صاده، وبابه ضرب‏.‏ المختار ‏(‏436‏)‏ ص‏)‏ فخرج ذات يوم يتصيد فبينما هو سائر إذا عرضت له حية فقالت يا محمد بن حمير أجرني أجارك الله، فقال لها محمد بن حمير‏:‏ ممن‏؟‏ قالت‏:‏ من عدو قد ظلمني، قال لها‏:‏ وأين عدوك‏؟‏ قالت له‏:‏ ورائي، قال لها‏:‏ ومن أي أمة أنت‏؟‏ قالت‏:‏ من أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ففتحت لها ردائي وقلت ادخلي فيه قالت‏:‏ يراني عدوي، قال‏:‏ فشلت طمري وقلت ادخلي بين طمري وبطني، قالت‏:‏ يراني عدوي، قلت لها‏:‏ فما الذي أصنع بك قالت‏:‏ إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب فيه فقلت أخشى أن تقتليني، فقالت‏:‏ لا والله لا أقتلك والله شاهد علي بذلك وملائكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سمواته أن لا أقتلك

قال محمد‏:‏ ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت فعارضني رجل معه صمصامة فقال يا محمد قلت وما تشاء‏؟‏ قال‏:‏ هل لقيت عدوي‏؟‏ قلت ومن عدوك قال‏:‏ حية، قلت اللهم لا واستغفرت ربي من قولي لا مائة مرة وقد علمت أن هي ثم مضيت قليلا فإذا بها قد أخرجت رأسها من فمي وقالت‏:‏ انظر هل مضى هذا العدو فالتفت فلم أر أحدا فقلت لم أر أحدا إن أردت أن تخرجي فاخرجي فلم أر إنسانا، فقالت‏:‏ الآن يا محمد اختر لنفسك واحدة من اثنتين إما أن أفتت كبدك، وإما أن أثقب فؤادك فأدعك بلا روح، فقلت يا سبحان الله أين العهد الذي عهدت إلي واليمين الذي حلفت لي ما أسرع ما نسيتيه وخنتيني، قالت يا محمد ما رأيت أحمق منك لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث أخرجته من الجنة على أي شيء طلبت اصطناع المعروف مع غير أهله‏؟‏ قلت لها‏:‏ ولا بد أن تقتليني، قالت‏:‏ لا بد من ذلك، قلت لها فأمهليني حتى آتي تحت هذا الجبل فأمهد لنفسي موضعا، قالت‏:‏ شأنك وما تريد، قال محمد فمضيت أريد الجبل وقد أيست من الحياة فرفعت طرفي إلى السماء وقلت‏:‏ يا لطيف يا لطيف إلطف بي بلطفك الخفي يا لطيف يا قدير أسألك بالقدرة التي استويت بها على العرش فلم يعلم العرش أين مستقرك منه يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم يا حي يا قيوم يا الله إلا كفيتني هذه الحية، ثم مشيت فعارضني رجل صبيح الوجه طيب الرائحة نقي الثوب من الدرن فقال لي‏:‏ سلام عليك قلت وعليك السلام يا أخي، قال‏:‏ ما لي أراك قد تغير لونك واضطرب كونك‏؟‏ قلت من عدو ظلمني، قال لي‏:‏ وأين عدوك قلت في جوفي، قال لي افتح فاك ففتحت فمي فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء ثم قال‏:‏ امضغ وابلع، فمضغت وبلعت قال محمد‏:‏ فلم ألبث إلا يسيرا حتى مغصني بطني ودارت في بطنى فرميت بها من أسفل قطعة قطعة وذهب عني ما كنت أجد من الخوف فتعلقت بالرجل وقلت‏:‏ يا أخي من أنت الذي من الله علي بك فضحك ثم قال‏:‏ ألا تعرفني‏؟‏ قلت‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ يا محمد بن حمير إنه لما كان بينك وبين هذه الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع السموات إلى الله عز وجل فقال‏:‏ وعزتي وجلالي بعيني كلما فعلت الحية بعبدي وأمرني سبحانه وتعالى وأنا يقال لي المعروف، مستقري في السماء الرابعة أن أنطلق إلى الجنة فخذ ورقة خضراء من شجرة طوبى والحق بها عبدي محمد بن حمير، يا محمد عليك باصطناع المعروف فإنه يقي مصارع السوء وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله عز وجل، انتهى ما ذكره في الحلية‏.‏

17016- عن علي قال‏:‏ المعروف أفضل الكنوز وأحصن الحصون لا يزهدنك فيه كفر من كفر فقد يشكرك عليه من لم يستمتع منه منك بشيء فقد تدرك بشكر الشاكر ما يضيع الجحود الكافر‏.‏

النرسي ‏(‏هو‏:‏ الحافظ محدث الكوفة أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المقريء ويلقب بأبي النرسي ثقة متقن‏.‏ ولد سنة 424 ه‏.‏ تذكرة الحفاظ ‏(‏4/1260‏)‏ ص‏)‏‏.‏

17017- عن علي قال‏:‏ إن الله خلق خلقا من خلقه لخلقه فجعلهم للناس وجوها وللمعروف أهلا يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة‏.‏

النرسي‏.‏

17018- عن عطاء وطاووس قالا‏:‏ قال عمر بن الخطاب ما عظمت نعمة الله على رجل إلا عظمت مؤنة الناس عليه فمن لم يحتمل مؤنة الناس عرض تلك النعمة لزوالها وكل ذي نعمة محسود واستعينوا على قضاء الحاجة بكتمانها‏.‏

الشيرازي في الألقاب‏.‏

17019- عن بلال قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا بلال عندك شيء‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم فجئت به، فقال‏:‏ بقي عندك شيء يا بلال‏؟‏ فقلت‏:‏ ما بقي عندى شيء إلا قدر قبضة، قال‏:‏ أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا‏.‏

أبو نعيم‏.‏

‏{‏ فصل في آداب الصدقة‏}‏

17020- عن عمر قال‏:‏ إذا أعطيتم فأغنوا يعني من الصدقة‏.‏

أبو عبيد، ‏(‏ش‏)‏ والخرائطي في مكارم الأخلاق‏.‏

17021- عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب وقف بين الحرتين وهما داران لفلان فقال‏:‏ شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد، يعني أفسد‏.‏

ابن المبارك وأبو عبيد في الغريب‏.‏

17022- عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء فدعا بها فقال‏:‏ إن الله يقول‏:‏ ‏{‏ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون‏}‏ فأعتقها عمر‏.‏

عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر‏.‏

17023- عن أبي هريرة قال‏:‏ قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ جهد المقل وابدأ بمن تعول‏.‏

العسكري في الأمثال‏.‏

17024- عن عمرو الليثي قال‏:‏ كنا عند واثلة بن الأسقع فأتاه سائل فأخذ كسرة فجعل عليها فلسا ثم قام حتى وضعها في يده فقلت‏:‏ يا أبا الأسقع أما كان في أهلك من يكفيك هذا‏؟‏ قال‏:‏ بلى لكنه من قام بشيء إلى مسكين بصدقة حطت عنه بكل خطوة خطيئة، فإذا وضعها في يده حطت عنه بكل خطوة عشر خطيئات‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17025- عن أبي وائل قال‏:‏ بعثني ابن مسعود إلى قريظة وأمرني أن أعمل فيها بما كان يعمل العبد الصالح‏:‏ رجل كان في بني إسرائيل أن أتصدق بثلث وأخلف فيه ثلثا وآتيه بثلث‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17026- عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا معشر المسلمين أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

17027- عن ابن مسعود قال‏:‏ كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سائل فناوله رجل درهما فأخذه رجل فناوله إياه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من فعل هذا كان له مثل أجر المعطي من غير أن ينقص من أجره شيء‏.‏

ابن النجار وفيه يحيى بن مسلمة بن قعنب عن أبي سراقة ضعيفان‏.‏

17028- عن حكيم بن حزام سألت النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ابدأ بمن تعول والصدقة عن ظهر غنى‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

17029- عن علي قال‏:‏ اللاعب والجاد في الصدقة سواء‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17030- عن القاسم بن عبد الرحمن أن عليا وابن مسعود كانا يجيزان الصدقة وإن لم تقبض وكان معاذ وشريح لا يجيزانها حتى تقبض‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

17031- عن علي قال‏:‏ ما أنفقت على نفسك وأهلك من غير سرف ولا تقتير فلك، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان‏.‏

‏(‏عب‏)‏ وعبد بن حميد وابن زنجويه في فضائل الأعمال، ‏(‏هب‏)‏‏.‏

17032- عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من أودع كريما معروفا فقد استرقه ومن أولى لئيما معروفا فقد استجلب عداوته ألا وإن الصنائع لأهل السعادة‏.‏

ابن النجار‏.‏

17033- عن الزهري عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه قال‏:‏ لما تاب الله علي جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له‏:‏ يا رسول الله إني أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب وأنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا لبابة يجزئ عنك الثلث من مالك، فتصدقت بالثلث‏.‏

‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

17034- عن الزهري أن أبا لبابة لما تاب الله عليه قال‏:‏ يا نبي الله إن توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأجاورك وأنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يجزئك من ذلك الثلث يا أبا لبابة‏.‏

‏(‏عب‏)‏ ‏(‏أبو لبابة اسمه‏:‏ بشير بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي شهد أحدا وما بعدها وكان أحد النقباء وشهد العقبة، توفي في خلافة علي رضي الله عنه‏.‏ تهذيب التهذيب ‏(‏12/214‏)‏ ص‏)‏‏.‏

‏{‏ فصل في أنواع الصدقة‏}‏

17035- عن عمر قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال‏:‏ إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو سترت عورته أو قضيت له حاجة‏.‏

‏(‏طس‏)‏‏.‏

17036- عن ميمونة قالت‏:‏ كانت لي جارية فأعتقتها، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال‏:‏ آجرك الله أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك‏.‏

‏(‏د‏)‏ مر برقم ‏[‏16399‏]‏‏.‏

17037- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من مشى مع أعمى ميلا يرشده كان له بكل ذراع من الميل عتق رقبة وإذا أرشدت الأعمى فخذ بيده اليسرى بيدك اليمنى فإنه صدقة‏.‏

الديلمي‏.‏

17038- عن أبي ذر قال‏:‏ يا رسول الله ذهب بالأجور أصحاب الدثور نصلي ويصلون ونصوم ويصومون ولهم فضول أموال يتصدقون بها وليس لنا ما نتصدق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك ولا يدركك إلا من أخذ بعملك‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رسول الله قال‏:‏ تكبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فأخبر الآخرون بذلك فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنهم قد قالوا مثل ما قلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، فضل بصرك للمنقوص بصره صدقة، وفضل سمعك للمنقوص سمعه صدقة، وفضل شدة ذراعيك للضعيف لك صدقة، وفضل شدة ساقيك للملهوف صدقة وإرشادك الضال صدقة، وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته صدقة، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة ومباضعتك أهلك لك صدقة‏.‏

‏(‏خ‏)‏ في تاريخه ‏(‏طس كر‏)‏ وسنده حسن‏.‏

17039- وعنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك ولا يدركك إلا من أخذ بعملك تكبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، فضل بصرك للمنقوص بصره صدقة، وفضل سمعك للمنقوص له سمعه صدقة، وإرشادك الضال صدقة وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته لك صدقة، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة ومباضعتك أهلك صدقة‏.‏

‏(‏خ‏)‏ في التاريخ، ‏(‏طس‏)‏ وابن عساكر وسنده حسن وروى ‏(‏د‏)‏ ‏(‏أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب التسبيح بالحصى رقم ‏(‏1490‏)‏ وهذا الحديث مما تفرد به عن باقي الكتب الستة‏.‏ راجع عون المعبود ‏(‏4/370‏)‏ ص‏)‏ صدره إلى قوله قدير، وزاد غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر‏)‏‏.‏

17040- عن أبي هريرة قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ علمني شيئا لعل الله أن ينفعني به، قال‏:‏ انظر ما يؤذي الناس فنحه عن الطريق‏.‏

‏(‏ن‏)‏‏.‏

17041- عن الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه عن عمرو بن أمية قال‏:‏ مر عثمان بن عفان أو عبد الرحمن بن عوف بمرط ‏(‏بمرط‏:‏ المرط بكسر الميم‏:‏ واحد المروط، وهي أكسية من صوف أو خزكان يؤتزر بها‏.‏ المختار ‏(‏492‏)‏ ب‏)‏ فاستغلاه فمر به على عمرو بن أمية فاشتراه وكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب فمر به عثمان أو عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ ما فعل المرط الذي ابتعت‏؟‏ قال عمرو‏:‏ تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة فقال‏:‏ إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقة، قال عمرو‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فذكر ما قال عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ صدق عمرو كل ماصنعت إلى أهلك فهو عليهم صدقة‏.‏

‏(‏ع كر‏)‏‏.‏

17042- عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ على كل مسلم في كل يوم صدقة قلنا ومن يطيق ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال السلام على المسلم صدقة وعيادتك المريض صدقة وصلاتك على الجنازة صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وعونك الضعيف صدقة‏.‏

أبو نعيم في تاريخ أصبهان ‏(‏خط‏)‏، ‏(‏كر‏)‏ وفيه‏:‏ إبراهيم الهجري ضعيف‏.‏

17043- عن ابن عمر قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله أي الناس أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ أنفعهم للناس قيل‏:‏ فأي الأعمال أحب إلى الله‏؟‏ قال‏:‏ سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه أو تطرد عنه خوفا‏.‏

العسكري في الأمثال، وفيه‏:‏ سكن بن سراج ‏(‏ورد اسمه هنا خطأ، والصواب كما ذكره الذهبي في ميزان الإعتدال ‏(‏2/174‏)‏‏:‏ سكين بن أبي سراج، اتهمه ابن حبان والراوي عنه ليس بثقة انتهى‏.‏ ص‏)‏ واه‏.‏

17044- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا أنبئكم بأكرم الخلق على الله يوم القيامة‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ أكرم الناس على الله رجل نظر إلى امرئ هو دونه فقضى حاجته‏.‏

الديلمي، وفيه داود بن المحبر ‏(‏داود بن المحبر بن قحذم أبو سليمان البصري صاحب العقل وليته لم يصنفه، قال أحمد‏:‏ لا يدري ما الحديث فهو ضعيف توفي سنة 206 ه‏.‏

ميزان الإعتدال ‏(‏2/20‏)‏ ص‏)‏‏.‏

17045- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ سلك رجلان مفازة عابد، والآخر به رهق ‏(‏رهق‏:‏ يقال رجل فيه رهق إذا كان يخف إلى الشر ويغشاه‏.‏ والرهق‏:‏ السفه وغشيان المحارم‏.‏ النهاية ‏(‏2/284‏)‏ ب‏)‏ فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه ومعه ميضأة ‏(‏ميضأة‏:‏ هي بالقصر وكسر الميم، وقد تمد‏:‏ مطهرة كبيرة يتوضأ منها‏.‏ ووزنها مفعلة ومفعالة‏.‏ والميم زائدة‏.‏ النهاية ‏(‏4/380‏)‏ ب‏)‏ فيها شيء من ماء فجعل ينظر إليه وهو صريع، فقال‏:‏ والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا أبدا ولئن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وسقاه فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطعا المفازة، فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول‏:‏ يا فلان، فيقول‏:‏ ومن أنت‏؟‏ فيقول‏:‏ أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة، فيقول‏:‏ بلى أعرفك فيقول للملائكة‏:‏ قفوا فيقفون فيجيء حتى يقف ويدعو ربه عز وجل، فيقول‏:‏ يا رب قد تعرف يده عندي كيف آثرني على نفسه يا رب هبه لي فيقول‏:‏ هو لك فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة‏.‏

‏(‏طس‏)‏‏.‏

17046- عن علي قال‏:‏ إن الجنة تشتاق إلى من سعى لأخيه المؤمن في قضاء حوائجه ليصلح شأنه على يديه فاستبقوا النعم بذلك فإن الله ليسأل الرجل عن جاهه وما بذله كما يسأله عن ماله فيما أنفقه‏.‏

‏(‏خط‏)‏ وقال في سنده أبو الحسن محمد بن العباس المعروف بابن النحوي وفي رواياته نكرة‏.‏

17047- عن ابن عمر قال‏:‏ قال لي علي بن أبي طالب ألا أحدثك حديثا حدثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت له أهل‏؟‏ قلت‏:‏ بلى، قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه عز وجل أنه قال‏:‏ ما من قوم يكونون في حبرة ‏(‏حبرة‏:‏ الحبرة بالفتح‏:‏ النعمة وسعة العيش وكذلك الحبور‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏1/327‏)‏ ب‏)‏ إلا استتبعها عبرة وكل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة وكل هم منقطع إلا هم أهل النار فإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها محوا سريعا وأكثر صنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء وما من عمل بعد أداء الفرائض أحب إلى الله تعالى من إدخال السرور على المؤمن ثم قال‏:‏ دونكهن يا ابن عمر، قال ابن عمر‏:‏ فشرح الله بهن صدري‏.‏

أبو القاسم النرسي في قضاء الحوائج، وفيه غالب بن عبد الله متروك‏.‏

17048- عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عن الله عز وجل قال‏:‏ يا محمد أكثر من صنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء وما عمل بعد الفرائض أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن‏.‏

النرسي وفيه نصر بن باب ‏(‏أبو سهل الخراساني المروزي، وقال ابن حبان‏:‏ لا يحتج به‏.‏ توفي سنة 293 ه‏.‏ ميزان الإعتدال ‏(‏4/250‏)‏ ص‏)‏ قال البخاري‏:‏ يرمونه بالكذب‏.‏

17049- عن علي قال‏:‏ ما أدري أي النعمتين أعظم علي منة من ربي رجل بذل مصاص ‏(‏مصاص‏:‏ المصاص‏:‏ خالص كل شيء‏.‏ النهاية ‏(‏4/337‏)‏ ب‏)‏ وجهه إلي فرآني موضعا لحاجته وأجرى الله قضاءها أو يسره على يدي ولأن أقضي لامرئ مسلم حاجة أحب إلي من ملء الأرض ذهبا وفضة‏.‏

النرسي‏.‏